نيكولا تسلا: عبقرية التيار المتردد وملابسات وفاته الغامضة

يُعتبر نيكولا تسلا واحداً من أعظم العلماء والمخترعين في التاريخ، حيث ساهمت ابتكاراته في تغيير العالم بأسره، يعد نظام التيار المتردد (AC) ونظام توزيع الكهرباء من أبرز اختراعاته التي أثرت بشكل كبير على التكنولوجيا الحديثة، على الرغم من وفاته في عام 1943 بنيويورك نتيجة أسباب طبيعية، إلا أن هناك نظريات مؤامرة تشير إلى أنه قد تم اغتياله بسبب ابتكاراته التي أثرت على مصالح العديد من الشركات الكبرى، لم يتم إثبات هذه النظريات، لكنها تضيف لمسة من الغموض حول حياة هذا العبقري.

قصة نيكولا تسلا وإنجازاته

البدايات والتطور العلمي

وُلد نيكولا تسلا في 10 يوليو 1856 في قرية سميلجان، الواقعة في ما يعرف اليوم بكرواتيا منذ صغره، أظهر تسلا اهتمامًا كبيرًا بالعلوم والهندسة، وتلقى تعليمه في جامعة غراتس التقنية في النمسا وجامعة براغ.

التيار المتردد (AC)

في أواخر القرن التاسع عشر، دخل تسلا في صراع مع توماس إديسون حول أفضل طريقة لنقل الكهرباء، وكان إديسون يدافع عن التيار المستمر (DC)، بينما كان تسلا يروج للتيار المتردد (AC)، وبفضل دعم جورج ويستنجهاوس، تمكن تسلا من تطوير نظام التيار المتردد الذي يُعتبر أكثر فعالية في نقل الكهرباء لمسافات طويلة، وأثبتت محطات توليد الطاقة التي تعمل بنظام التيار المتردد، مثل محطة شلالات نياجرا، نجاح هذا النظام وجعلته المعيار العالمي لنقل الكهرباء.

الحضارة الإسلامية: أبو بكر الرازي – الطبيب الفيلسوف والعالم المتعدد التخصصات

اختراعات أخرى

لم يقتصر إسهام تسلا على التيار المتردد فقط، بل ابتكر أيضًا العديد من الأجهزة الكهربائية مثل المحركات الكهربائية، والمولدات، وأسس مبادئ الاتصالات اللاسلكية، وكانت رؤيته المستقبلية تتجاوز عصره، حيث تحدث عن استخدام الطائرات بدون طيار وتكنولوجيا الاتصال اللاسلكي قبل وقت طويل من ظهورها.

ملابسات وفاته الغامضة

الوفاة في نيويورك

في 7 يناير 1943، عُثر على نيكولا تسلا ميتًا في غرفته بفندق نيويوركر في نيويورك، وتم تحديد سبب الوفاة بأنه انسداد شرياني تاجي، واعتبرت الوفاة طبيعية في ذلك الوقت.

أبو بكر الكرجي: رائد الهيدرولوجيا والهندسة في الحضارة الإسلامية

نظريات المؤامرة

على الرغم من التصريح الرسمي بأسباب الوفاة، ظهرت العديد من نظريات المؤامرة التي تشير إلى احتمال اغتياله، ويقول البعض إن اختراعات تسلا المتقدمة أثارت قلق بعض الشركات الكبرى والحكومات، التي كانت تخشى من تأثير ابتكاراته على مصالحها الاقتصادية، ويتحدث البعض عن أنه كان مستهدفًا بسبب محاولاته لتطوير تكنولوجيا الطاقة الحرة، والتي كان يمكن أن تقضي على هيمنة شركات الطاقة الكبرى.

تظل حياة نيكولا تسلا ووفاته محاطة بالغموض والإثارة، سواء كانت نظريات المؤامرة صحيحة أم لا، لا يمكن إنكار تأثيره العميق على التكنولوجيا الحديثة، كان تسلا عبقريًا سبق عصره، وكانت ابتكاراته الأساس الذي بُنيت عليه الكثير من التطورات العلمية الحديثة، وسيبقى اسمه محفورًا في ذاكرة التاريخ كواحد من أعظم العقول التي ساهمت في تقدم البشرية.