روبرت جودارد: أحد الآباء الثلاثة لعلم الصواريخ
روبرت جودارد هو أحد العلماء البارزين الذين أحدثوا تغييرًا جوهريًا في تاريخ البشرية من خلال اختراعاتهم، ففي عام 1926 أطلق جودارد أول صاروخ يعتمد على الوقود السائل، مما شكل الأساس لتطوير المركبات الفضائية لاحقًا، وعبر الآتي سنوضح لكم المزيد من التفاصيل عنه.
روبرت جودارد مخترع الصواريخ

بدأت رحلة جودارد مع الصواريخ عندما كان في السابعة عشرة من عمره، حيث كان يتسلق إحدى أشجار الكرز الكبيرة وتأمل السماء من أعلاها، في تلك اللحظة تصور جودارد إمكانية إرسال مركبات إلى الفضاء والكواكب، وقرر تكريس حياته لتحقيق هذا الحلم.
رغم السخرية التي تعرض لها جودارد وعدم تصديق الناس لنظرياته، أصر على مواصلة أعماله وتجاربِه، نجح أخيرًا في بناء أول صاروخ يعمل بالوقود السائل، وأطلقه ليصل إلى ارتفاع 41 قدمًا في الهواء، استمر العلماء في تطوير ابتكارات جودارد ونظرياته حتى بعد وفاته، حتى تمكنوا من اختراق الفضاء وزيارة الكواكب، محققين بذلك حلمه.
كذلك من الناحية النظرية والهندسية، أسهمت أعمال روبرت في تمكين رحلات الفضاء، إذ سجل روبرت براءتي اختراع مهمتين في عام 1914:
- إحداهما للصاروخ متعدد المراحل، والأخرى للصاروخ ذو الوقود السائل، كانت هاتان البراءتان حجر الأساس لمفهوم غزو الفضاء.
- كما أن دراسته في عام 1919 حول الوصول إلى الارتفاعات العالية تعد نصًا كلاسيكياً في علوم الصواريخ خلال القرن العشرين.
- وقد حقق روبرت جوددارد نجاحًا بإضافة تقنيات التحكم في الثلاثة محاور، واستخدام الجيروسكوب، وتوجيه الدفع، مما ساعد في تحسين دقة توجيه الصواريخ أثناء تحليقها.
- وعلى الرغم من أن روبرت لم يحظ بدعم جماهيري كبير لأعماله خلال حياته، ولاقت نظرياته سخرية من الصحافة، إلا أن إسهاماته كانت ثورية في مجاله.
- هذا النقد دفع روبرت إلى الاعتزاز بخصوصيته والتمسك بأعماله.
- بعد سنوات ومع بداية عصر الفضاء أصبح يعد أحد الآباء المؤسسين لعلوم الصواريخ الحديثة.
- فقد كان أول من أظهر الإمكانيات العلمية للصواريخ ورحلات الفضاء، وأيضًا أول من قدم حلولًا عملية وتصميمات لتصنيع هذه الصواريخ.
اقرأ أيضًا: قصة حضارة الموريسكية: في إسبانيا الإسلامية أسباب نهوض والسقوط
مطلع حياة روبرت جودارد
ولد في مدينة ورسستر بولاية ماساتشوستس، لأبوين هما «ناهوم دانفورد غودارد» (1859-1928) و«فاني لويز هويت» (1864-1920)، إليكم التفاصيل:
- كان روبرت طفلهما الوحيد الذي نجا من الوفاة في سن صغيرة، بينما ولد شقيقه الأصغر «ريتشارد هنري» بتشوه في العمود الفقري وتوفي قبل بلوغه السنة الأولى.
- عمل ناهوم في عدد من المصانع وابتكر عدة أدوات مفيدة.
- تعود أصول غودارد إلى إنجلترا من جهة والده، الذي ينتمي إلى عائلة «وليام غودارد» (1691-1628)، وهو بقال من لندن استقر في ووترتاون بولاية ماساتشوستس عام 1666.
- أما من جهة والدته، فتعود أصول غودارد إلى «جون هويت» وآخرين استقروا أيضًا في ماساتشوستس في أواخر القرن السابع عشر، بعد ولادته بوقت قصير انتقلت الأسرة إلى بوسطن.
- كان روبرت فضوليًا تجاه الطبيعة، فدرس السماء باستخدام تلسكوب أهداه له والده ورصد طيران الطيور.
- بصفته فتى ريفي، أحب الهواء الطلق والتنزه مع والده في رحلات إلى ورسستر، وأصبح ماهرًا في الرماية بالبندقية.
- كذلك في عام 1898 أصيبت والدته بمرض السل فعادت الأسرة إلى ورسستر لأجل هوائها النقي.
- كانت الأسرة ترتاد الكنيسة الأسقفية أيام الأحد، وانضم روبرت إلى جوقة الغناء هناك.
اقرأ أيضًا: الحضارة الفينيقية: قصة النهوض والازدهار وأهم الإنجازات العلمية
4 comments